"الحمد لله "
كانت هذه الكلمة التى انهت بها أمرءه عجوز كلامها حينما كانت تلتقط اللقمات الأخيرة من الجبن والخيار حيث كان يجلس معها زوجها وكانوا قد أشتروا قطعة من الجبن لا تزن الربع كيلو وأيضا الخيار الذى لا يزن الثمن كيلو حيث كانوا يلتقطوا غدائهم كأى إنسان ولكن فى المسمى .. وكانوا يجلسون فى جانب من الطريق حيث ظهر عليهم المشقة من تعب الطريق فأرادوا ان يستريحوا ويأكلوا أكله لا تعنى الكثير لأحد منا فكانت أعينى عليهم فى هذا اليوم وأنا انتظر أحدى أصدقائى .. كل ما جذبنى فى هذا المنظر هو مدى حمدهم وشكرهم لنعمة ربنا التى أعطاها لهم وانا عينى ترتجف من الدهشة ليس لإنى لم أشاهد هذا من قبل بلا شاهدته كثير ولاكن هذه المرة غير كل مرة حيث التعب الشديد والأرهاق الذى يظهر على وجوههم وحيث المكان الصغير فى جانب من الطريق فوق الرصيف والجلسه على ركبتيهم كل هذا ليستطعموا لقيمات من الجبن والخيار والغريب الذى شدنى وجعل أعينى تنظر إليهم هى البسمة التى تملئ وجوههم كأنهم أستطعموا قطعة كبيرة من النعم التى لا يستذوقها غير الأكابر أصحاب العربيات والملايين وغيره وغيره.
وفى الجانب الأخر رجل عجوز كان يستلقط أنفاسه الأخيرة من الجرى وراء الأتوبيس وكل ما يحمله هو كيس به قطع من الخبز وكل ما يقوله أيضا وهو يسرع لكى يلحق بالأتوبيس " ثوانى يابنى " كل أمانيه فى هذه اللحظة ان ينتظر السائق لكى يركب ويذهب ويستريح من التعب الذى لم يبارحه فى هذا اليوم وكانت الإبتسامة تنير وجهه عندما لحق بالأتوبيس .
وأما الأخر فكان الرجل يجلس فى عرباة ذات الثلاثين فى الثلاثين متر والتكييف والراحة والهدوء والسرعة التى لا تفرق معه إذاحدث شئ لانه يعلم كل العلم إن لديه المال الذى سيعوضه إذا حدث شئ .
أخيرا.......,
هى دى الحياة
اللهم انك عفو كريم تحب العفو فاعفوا عنا